قضية المرأة
مشاكل مشاركة المرأة الفلسطينية في النضال
إن مشاركة المرأة في النضال الوطني و الثوري واندفاعها لا يمكن أن ترتقي إلا إذا نظمت عفوية الجماهير من خلال اطر تبلور حس الجماهير و تنظم وتوجه اندفاعها .و هذه الأطر هي التنظيمات السياسية و الجبهات التي توحد جهد مختلف التنظيمات (منظمة التحرير) والتنظيمات الشعبية المختلفة.
و نجاح العمل المنظم يعتمد على القدرة على ربط الوعي بالممارسة وعلى تجسيد الوعي في الممارسة و إغناء الوعي عن طريق الممارسة. وأن الانتقال بوعي جماهيرنا من الأيدلوجية التقليدية السائدة إلى وعي سياسي علمي عملية تاريخية شاقة وطويلة.
فالمرأة تأثرت بالتقاليد السائدة التي تحدد أن المنزل مجال نشاط المرأة الأساسي أو الوحيد، وأنها وإن شاركت في الرعي و الحقل فلا مجال لها في السياسة و الحياة العامة. و في كثير من الأحيان لا تزال المرأة تتبنى هذه النظرة لنفسها. فالمرأة قد أخضعت لتربية اجتماعية ترسخ تفوق الرجل عليها و قانونية دورها. تربية تعتبر إن دورها هو الأمومة و الاهتمام بالبيت فقط ، فكان من الطبيعي أن تعتبر العمل السياسي النضالي هو للرجال فقط و مساهمتها فيه طارئة وطفيفة تنتهي عند الزواج.
و حتى لو تحررت المرأة من هذه النظرة لنفسها فثمة الأهل و الجيل القديم الذي يتمسك بشدة بالتقاليد التي نشأ عليها ...و التي تحدد أن مكان المرأة هو البيت ... و لهذا على المرأة أن تناضل لتكسب ثقة أهلها وموافقتهم على اشتراكها في النضال العام .
أما بالنسبة لجيل الشباب الذي يتحرر من التقاليد القديمة فغالباً ما يتمسك بأفكاره بالنسبة للمرأة ودورها أو يردد فكراً جيداً لا يصل مستوى القناعة فيتناقض في كثير من الأحيان مع الممارسة لأن ممارسة الأفكار الجديدة تتطلب تخلياً عن بعض الامتيازات التي يتمتع بها الرجل بالنسبة للأعمال المنزلية و العائلية.
كذلك تعتمد مشاركة المرأة في السياسة على المجال المفتوح لها للمشاركة في الإنتاج و من المعروف إن هذه المشاركة غير متاحة إلى حد بعيد في ظروف تشردها و النظام الاقتصادي السائد في لبنان.
إن العمل المنظم بالنسبة للمرأة يتأثر بنمط الحياة الاقتصادية الذي تشارك فيه المرأة، إن حياة البطالة و العمل غير المنتظم و تأخر الصناعة... كل ذلك يؤثر في نمو العمل التنظيمي.
أما مواجهة هذه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية فيعتمد على وعي الكوادر القيادية و قدرتها على الخلق و الإبداع والقدرة على إيجاد مؤسسات ثورية جماعية لحل مشاكل المرأة(مثل رياض الأطفال، دور الحضانة، و المطابخ الجماعية)
ففي معظم التنظيمات لم تعر التنظيمات المرأة اهتماما كافياً أو كانت تهتم بمجرد المشاركة الشكلية للإعلام وللدلالة على التقدم و الثورية. إن كثير من الأدبيات حول قضية المرأة ومشاركتها هي ترداد لأفكار جامدة بعيدة عن الواقع الملموس لشعبنا، أو إنها تطرح الأهداف النهائية للمساواة دون القدرة على معالجة الحاضر و السير خطوة في اتجاه الهدف.
إن الثورة بالرغم من تفريغها الآلاف من الأخوة لم تفرغ إلا اليسير من الأخوات وغالباً لعمل مكتبي وليس تنظيمياً كذلك لم تعر الثورة اهتماماً كافياً ببناء الكوادر من المخيمات اللواتي بحكم وضعهن أقدر على قيادة العمل من الأخوات القادمات من خارج المخيم من الفئات البرجوازية الصغيرة.
إن الكوادر القيادية غالباً لا تشجع الأخوات أو الزوجات على المشاركة في العمل النضالي، فلا عجب أن هذه الكوادر لا تقوم بتثقيف الأخوة في التنظيم على أهمية مشاركة المرأة ودورها،أو تعظ أو ترشد و لكن دون جدوى في غياب ممارستها الجادة. في مثل هذه الظروف على الكوادر النسائية أن تتحمل العبء الأكبر في عملية التوعية و التثقيف و التنظيم و عليها أن تناضل داخل التنظيم من اجل حقها في المشاركة.
إن البداية دائما صعبة و تتطلب مستوى عال من الوعي و المبادرة وبعد ذلك تصبح المشاركة العامة سهلة.
بعد اجتياز حاجز البداية الصعبة يمكن للمرأة أن تواجه مشاكل المشاركة ،مشاكل البيت والأطفال وحلها عن طريق التعاون والعمل الجماعي ويبقى نضال المرأة و تطوره منوط بالعمل السياسي العام والوضع التنظيمي العام و لا يمكن أن يعالج بمعزل عن نمو العمل الثوري و قدرة الثوار على تجذير مواقفهم وتجاوز العقبات والثبات على الرغم من التعرجات والصمود في وجه محاولات التسوية والتصفية.
قضية المرأة في بعض الفكر الإشتراكي (تلخيص)
أنجلس:
حسب المفهوم المادي يشكل إنتاج وتجديد إنتاج الكميات المباشرة في التحليل الأخير العامل الحاسم في التاريخ، ولكنه مع ذلك هو ذاته ذو طبيعة مزدوجة. فمن جهة إنتاج وسائل الحياة التي تتمثل في السلع التنفيذية، الألبسة، المسكن، الأدوات الضرورية لهذا. ومن جهة ثانية إنتاج الإنسان نفسه؛ مواصلة النوع.
باهدفن:- في البدء كانت توجد عند البشر علاقات جنسية غير محدودة
هذه العلاقات تنفي امكانية تحديد الأبوة بتأكيد، فنقرر حسب الأم
من جراء هذا تمعت النساء بوصفهن الوالدات المعروفات، بقدر كبير من الاحترام والتقدير
• تدجين الحيوانات من الصيد إلى الرعي أصبحت تنتج أكثر
• قبائل الرعاة: أول تقسيم اجتماعي كبير للعمل
• أصبح التبادل المنتظم ممكناً للمرة الأولى
• يحتل الراعي المرتبة الأولى متمسكاً بثروته، ويزيح المرأة إلى المرتبة الثانية.
إن تحرر المرأة ومساواتها في الحقوق مع الرجل، أمر غير ممكن لا الآن ولا في المستقبل ما دامت المرأة مقصية عن العمل (المنتج) الاجتماعي ومضطرة إلى الاكتفاء بالعمل البيتي الخاص.
ولن يصبح تحرر المرأة أمراً ممكناً إلا عندما تستطيع أن تتشارك على نطاق اجتماعي كبير في الإنتاج، وحتى يصبح العمل البيتي لا يأخذ من وقتها إلا قدراً ضئيلاً. وهذا لن يصبح ممكناً إلا بفضل الصناعة الكبيرة العصرية التي تتيح عمل النساء على نطاق كبير، وتحاول أكثر فأكثر أن تجعل من العمل البيتي الخاص جزءاً لا يتجزأ من الإنتاج الاجتماعي.
انجلس:
• أن العامل الحاسم في التاريخ في نظره هو التطور المادي، إنتاج الحياة البشرية وإعادة إنتاجها. وهذا الإنتاج هو بدوره ذو طبيعة مزدوجة من حيث إنتاج وسائل الحياة، أي وسائل التغذية والملبس والمسكن وما تستلزمه من أدوات، ومن الجهة الثانية إنتاج البشر بالذات، أي استمرار "النوع".
• والطريقة التي ينظم بها العمل الاجتماعي تؤثر مباشرة على سلوك الأفراد الجنسي
• الجنس في المجتمعات الرأسمالية مصدر للربح للمتاجرين به
• شعور بالإثم ولكن يجب أن تكون موضوع للرغبة الجنسية
• الزواج يبدد الأوهام إما بتعويض أو مغامرة
• تشيكوف: إذا كنت تخشى الوحدة فلا تتزوج
• الخوف من الشيخوخة
لينين}
:
" إن المرأة تظل مستعبدة البيت.. لأن حقارة العمل المنزلي تسحقها وتخنقها وتحطها وتقيدها بالمطبخ وغرفة الأطفال وتبدد تعبها وكدها في عمل، مثير للأعصاب، مبلد ومحط.
إن التحرر الحقيقي للمرأة والشيوعية الحقيقية يبدآن فقط يوم يبدأ النضال الجماعي ضد حقارة العمل المنزلي، وبعبارة أدق، يوم يعاد تنظيم هذا العمل على أساس جماعي "أي على أساس تنظيم اشتراكي".
أي هل المشكلة المنزلية أحد شروط بناء الشيوعية؟
كذلك المرأة لا يمكن أن تقوم بدورها في بناء المجتمع الشيوعي إلا إذا تحررت من العمل المنزلي. فالقضية ليست أوتوماتيكية: ترسبات القديم في الجديد على صعيد الأيدولوجيا والحياة اليومية (العادة) وأكثر ما تتجلى آثار القديم في الموقف من المرأة.
عن النساء والأطفال:
إن الصناعة الميكانيكة الكبيرة بتهديمها الانعزال البطريكي عن هذه الفئات من السكان التي كانت سابقاً لا تخرج عن الإطار الضيق للعلاقات، وبجذبها هذه الفئات إلى الاشتراك مباشرة في الإنتاج الاجتماعي إنما تحفز على تطورها وتزيد من استغلالها. أي أنها تخلق ظروف حياة أرقى بكثير من الجمود البطريكي في العلاقات التي سبقت العصر الرأسمالي.
إن المرأة تبقى وإن كانت المساواة كاملة، أدنى من الرجل لكونها تتحمل كل متاعب البيت، وتعتبر الأعمال المنزلية التي تقوم بها المرأة في أغلب الأحيان من أقل الأعمال إنتاجاً وأكثرها قسوة وأشدها صعوبة على الإطلاق. ومثل هذا العمل البائس الذي لا يحوي مطلقاً ما يساعد على تطور وعي المرأة وثقافتها.
إن بناء المجتمع الاشتراكي ذاته لن يبدأ في الوقت الذي نحصل فيه على المساواة الكاملة للمرأة، وعندئذ سوف نشرع بهذا العمل الجديد بصورة مشتركة مع المرأة التي تحررت من الأعمال السخيفة والمرهقة وغير المنتجة وسيشغلنا هذا العمل لسنين طويلة.
ولا يمكن لعملنا هذا أن يعطي نتائج سريعة ولا يؤدي إلى أعمال باهرة إلا عندما نضع القواعد لمؤسسات نموذجية ومطاعم شعبية ودور حضانة لتحرير المرأة من الأعمال المنزلية وعلى النساء يقع العبء الرئيسي لوضع الحجر الأساسي لهذه المؤسسات.
إننا نقول أن تحرر المرأة يجب أن يكون من صنع الناس أنفسهم وعلى نفس الأسلوب تماماً يجب أن يكون تحرر العاملات من صنع العاملات.
إن الحركة العالمية النسائية لا تكتفي بالمساواة الصورية الصرفة بل إنها ترسم لنفسها مهمة أساسية وهي النضال من أجل المساواة الاقتصادية والاجتماعية للمرأة.
إن إشراك المرأة بالعمل المنتج الاجتماعي وتخليصها من العبودية المنزلية وتحريرها من المذل والدائم والوحيد من نوعه المطبخ وغرفة الأولاد، كل ذلك إنما يمثل المهمة الأساسية للحركة العمالية النسائية.
أهمية مشاركة المرأة:
لا يمكن اجتذاب الجماهير إلى العمل السياسي دون اجتذاب النساء إليه وذلك أن نصف الجنس البشري، وهم النساء يعانون استغلالا مزدوجاً في ظل الرأسمالية، فالعاملة والفلاحة تعانيان اضطهاد الرأسمالية، وفضلاً عن ذلك فإنهما لا تتمتعان بكل الحقوق حتى في أوفر الجمهوريات البرجوازية الديمقراطية، فأولاً: لا يعطيها القانون الحقوق ذاتها التي يعطيها للرجل، وثانياً: هو الأمر الأساسي أنهما تظلان أسيرتي العبودية البيتية، إنهما عبدتان بيتيتان ترزحان تحت عبء الأعمال البيتية الأكثر جحوداً وقساوة واحتيالاً أي إنهما ترزخان تحت عبء الأعمال المنزلية والعائلية الفردية بشكل عام.
1973
ar أعمال تثقيفية ومساهمات مواد سياسية وفكرية ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
Contact Email
info (at) abu-omar-hanna.info