صفحة البداية > ذكريات ودردشات > الأصدقاء والمعارف

يوسف حمدان

عزيزتي جهان،

أشكرك جزيل الشكر على إرسال الربط لصفحة أبي عمر على الإنترنت، مما سيتيح لي فرصة الاطلاع على المواد الهامة المتعلقة بمسيرة هذا المناضل الفذ ودوره المميز في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.

أذكر أنني التقيت الفقيد مرة حينما سنحت لي الفرصة للاستماع إلى محاضرة قيمة عن حركة المقاومة الفلسطينية، القاها في بيروت في عام 1975. ما زلت أذكر جيدا تلك المحاضرة بعد ما يزيد على ثلاثة عقود لأنها تميزت بعمق التحليل وثراء المعلومات وبعد النظر.

التحقت بمركز الأبحاث الفلسطيني في عام 1974 وحملتني الحرب الأهلية على رحيل آخر في عام 1977. وبحكم إقامتي وعملي في بيروت في تلك الفترة، أتيحت لي الفرصة للاطلاع عن كثب على الخصال الفريدة والدور المميز وروح القيادة المقتدرة التي تميز بها أبو عمر.

وما زلت أذكر بكل أسى هول الصدمة التي صعقتنا جميعا في بيروت في أعقاب حادثة اختفاء الفقيد. علمت من الأصدقاء بعد ذلك أن الصدمة لم تقتصر على بيروت، بل هزت القلوب من رام الله إلى صور، ومن الخليل إلى الناصرة. كثيرا ما حاولت بصعوبة بالغة أن أتصور حجم الألم والمعاناة الرهيبة التي تعين عليك، كرفيقة عمرة، أن تتحملينها بعد فراقه، وذلك القدر من القوة التي كان عليك استجماعها للاستعانة بها على التحلي بالصبر ومواصلة الطريق الشاق.

إن مكانة ودور حنا البارزين في مسيرة النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة لن يطويهما النسيان، وسيظل منارة تنير طريق الأجيال القادمة من المناضلين في كل مكان.

أرجو أن تتقبلي مني مشاعر التقدير والتضامن وأنت تواصلين السير على طريق الكفاح والتضحيات.

مع تحياتي وتقديري،

يوسف حمدان