روز شوملي
وكان مساء
=1=
وكان مساء
وصعد إلى المركب
يتقدمه حدس مجهول الظل
مرّ بباله قيصر
وتذكر المرأة التي بكت من حلمها
وتمتم في السر: لو تعبر عني هذه الكأس
تضور قلقاً
ولم يفصح
أودع سره للنوارس
وهي تراقص زبد البحر
على شرفات الليل
حاول أن يخرج نفسه من نفسه
كي يتآلف مع البحر
فاوغل في الغسق الطاعن
حتى نهايات العمر
ولم يفصح
=2=
شمس المراكب أشرقت في موانيها
الا شمس مركبه
عزبت، ولم ترجع صواريها
هل ناءت بحب ما حملت
فاغرورقت في سبات الصمت أغانيها؟
في أية نجمة رسوت
أيها الطائر الذي هام كثيراً
قبل أن يحدد قبلته
لم سافرت عكس حدسك؟
هل عشقت البحر
حتى بنيت من أحلامك معبده؟
ثم… كسرت البوصلة
عمان خبأتك بالجفون
حتى ذبلت فيها العيون
بيروت أعدت للرجل الدائم الهجرة
زيتونة كي يعشش في فيئها
ووسدته نسغا من حنان
كان على شفا الأمان
حين نادته ريح الشمال
كي يوافيها
فلم يقاوم
وغاب في مآقيها
=3=
كان ضد القمع
حتى في المفردات
وكانت البساطة سيفه المسلول
ضد الاغتراب عن جوهر الروح
لغته أوج بساطته
وسر انسيابه العفوي
في المنعطفات
=4=
في شبق الانفعال الطفولي
نحو يسار اليسار
كان يدوزن التيار حتى يستقيم
كان الصخرة التي تعيق الانحراف
عن سكة التاريخ
فلا تفقد العربة طريق الحاضر
ولا أحصنة المستقبل
=5=
سلام إلى الرجل
الذي أجلس المرأة في كفة
ووضع نفسه في الكفة الأخرى
فلما رجحت كفتها
ثمل وانتشى
وكأنه انتصر
=6=
يذكره الذين توحدوا معه روحاً وقضية
المثقفون المرتبطون بعرق الأرض
لم ينكروه
تلامذته الذين قطفوا زهر الحكاية من حدائقه
أعادوا زرع ما قطفوه
أما المرأة التي بكت من حلمها
فما زالت على الشاطئ تنتظر.
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
Contact Email
info (at) abu-omar-hanna.info